Tuesday 29 January 2013

لا





لا

حرفان
                ما أوهنهما
يأمران ينهيان
وأنتَ بينهما
                معقودٌ
عاقِدٌ عزمك.. مَعقُودٌ لسانِكَ
تصيح
تنادي
ولا من مُستمع

لا !؟
لا !؟
لا !؟

صِغاراً كنّا، و”لا” تُقيّدُنا

لا تَفعل
لا تَكذِب
لا تَلعَب

فَهِمنا بعضها.. ولم نفهم ما حلّ بِنا

كِباراً نحنُ، و”لا” تَخنُقنا
مع “لا” نجري ولا نجري
و”لا” تُقيمُنا ولا تُقعدنا

لا
لا
لا

شُيوخاً نَغدو… و”لا” تتحايل علينا
تتحايل علينا
ونحتال عليها

لا
لا ؟
لا

وأينَ من “لا” المفرّ !؟


لا

Wednesday 16 January 2013

بينَكُما




بينك وبين الحقيقة جدار
مُتَشّعبٌ بالصِراخ
مُتَعّشِقٌ بالضرب
مُرّسمٌ برايات .. الانتصار


بينك وبين الجدار طلاء
مُدَّهَّنٌ بصبغةِ .. صفاء
تصرخُ بوجهِك
افتراءٌ افتراء

بينك وبين الطلاء عِطرٌ
رَشرَشْتُه بالزيف
ليّذوِبَ الجدار


ششش.. ششش.. ششش
أُنصُتْ
يُخبِرُكَ بما يجري
فهو لا يُجيد لُغَة الحوار

ششش.. ششش.. ششش
إسمعْ سِجِل الجدار
لِحوارٍ دارَ ذاتَ بَيْنٍ بينَ حناياه
تمسّكتْ به حيطان الدار من الضياع

لا
لا تَسَلْهُ
لا تَستَحِ من حَياه
عروقُهُ خجلى من ضربات الحقيقة
وبلا طلاء

هذا الجدار
مُصدّعٌ بصوتِكَ
لا تَهُدّهُ فيهديك الحقيقة
لا تحرقهُ ليشعل راية الحقيقة
فتصحو بلا جدار

بينك وبينه

حقيقة

بلا طلاء

Saturday 12 January 2013

إلى متى؟




منذ أن أعاد عبد الله الصغير تسليم غرناطة إلى الإسبان مُهدياً معها حصان عربيّ أبيض أصيل أذرف عليه مدّربه دموع حرقةٍ وألم (السَلْب المُهدى) كما أذرفها دموعاً أشدّ حرقة على مملكة سلّمها مولاها ومولاه بعد عزّة وكرامة معلناً سقوط الأندلس.. وها هي أراضينا العربية الأصلية، إن لم تُستلب عنوة، فتهدى... وتُهدى على طبقٍ من ذهب ومعها بعض من الرجال الأصيلين وكرامة لم تَكْبُ كبوة الحصان فحسب؛ بل، تُسحق بأرجل العدوان و«الأهل» ولمن لسماسرة... وتتوالى الهزائم مع الهدايا… ولمّا نزل نقف عند أمجاد ماضينا ففي عصور الهزائم المتوالية تتواصل الانكسارات وفي كلّ انكسار لا نجد مبّرراً يحمينا إلاّ هذا (القَدَر)؛ نفرّ إليه في الملّمات حتى أنه أصبح قِدْراً يغلي بزيت الزيتون المقلوع من أراضينا ليستهزيء من سذاجاتنا المفتعلة أو بالأحرى حماقاتنا الأزلية. ولمّا نزل نحلم بأمجاد ولّتْ… حتى اننا في عصر البطولات البهلوانية نُحيي الجبناء لننتصر بالهزائم حيث لا يُبارز الأقوياء الأقوياء! وهكذا فعلينا أن نختار الهزيمة قبل أن نراوح الإنكسار ونظلّ نتناسى أن ماضينا يهزأ منّا نتناسى أن صقر قريش تبكي تربته حرقة على فتوحاته وخَلَفه وليس كما بكى عبد الله كـ"النساء" كما عيّرته امه (المرأة) التي لم تبك .. بعد ان سلّم مملكته. وهل بكين اولئك الفتيات حين ضحين بأنفسهن لتتناثر طُهرَ أجسادهن وروداً كما بكى "رجال" —وهل سيبكون على أرضٍ .. على أُمٍّ ..!؟
وإلى متى سلسلة الهبات الذهبية على حساب الأرض والأُمّ يا أٌمّةً يا أَمَة